في خطوة ذات دلالة قوية تجاه الأمم المتحدة والأطراف المعنية بملف الصحراء، وبناءً على توجيه مباشر من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، استدعت وزارة الخارجية الأمريكية في العاشر من أبريل عام 2025 المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا. جرى اللقاء في واشنطن مع مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، ليزا كينا، التي أكدت، وفقًا للبيان الرسمي، على أهمية مساهمات دي ميستورا المستمرة في جهود السلام بالصحراء، ونقلت في الوقت ذاته رسالة واضحة من الإدارة الأمريكية تؤكد أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن، داعية الأطراف إلى الجلوس على طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق مقبول من طرف الجميع.
يمثل هذا التحرك تصعيدًا ملحوظًا في الموقف الأمريكي تجاه قضية الصحراء، وذلك بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى واشنطن ولقائه بماركو روبيو. وقد أشاد روبيو آنذاك بدور الملك محمد السادس، وشدد على أن مقترح الحكم الذاتي المغربي يمثل خطة جادة وذات مصداقية وواقعية، وهو نفس الوصف الذي استخدمته إدارة ترامب عند اعترافها التاريخي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في ديسمبر 2020. ويأتي استدعاء دي ميستورا عشية إحاطة حاسمة في مجلس الأمن الدولي في الرابع عشر من أبريل 2025، ليؤكد رغبة واشنطن الواضحة في كسر الجمود الذي يعتري العملية السياسية الأممية وإعادة تركيز النقاشات حول المقترح المغربي، الذي باتت تعتبره الولايات المتحدة الأساس الوحيد الممكن للتفاوض.
وفي سياق متصل، أكد عضو الكونغرس الأمريكي ماريو دياز بالارت على ثبات موقف الولايات المتحدة بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، وهو ما سبق أن أعلنه الرئيس دونالد ترامب للملك محمد السادس. وأشاد بدور المغرب المحوري في تحقيق السلام والازدهار تحت قيادة الملك. كما شدد دياز بالارت، في تصريحات له، على أن سيادة المغرب على الصحراء المغربية، كما أكدها وزير الخارجية، تمثل استمرارًا للموقف الذي تبناه الرئيس ترامب في ولايته الأولى، والذي يتضمن أيضًا الاعتراف بأهمية الدور الذي يلعبه المغرب بقيادة الملك محمد السادس في قضايا حيوية للمنطقة والعالم. وقد جدد وزير الخارجية الأمريكي خلال لقائه بنظيره المغربي التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، معتبرًا أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية هي الخطة الوحيدة الجديرة بالثقة والواقعية للوصول إلى حل دائم.
وقد علق عضو الكونغرس الجمهوري على بيان الدبلوماسية الأمريكية عقب لقاء بوريطة وروبيو، مشيرًا إلى تأكيد الطرفين على أهمية قيادة الرئيس ترامب والملك محمد السادس في تعزيز السلام والازدهار الإقليميين. وأكد على الدور الأساسي الذي يلعبه المغرب في دعم السلام في الشرق الأوسط، وأهميته في تحقيق الازدهار للشعبين المغربي والأمريكي. ويأتي هذا التأكيد في ظل استمرار دياز بالارت في أداء مهامه كعضو في مجلس النواب الأمريكي لولايته الثانية عشرة.