في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي، يشهد سوق الشغل المغرب تحولات متسارعة وتوقعات مهنية جديدة للعاملين حيث كشفت دراسة حديثة أجرتها BCG بالتعاون مع ReKrute و The Network أن المغرب يحتل مرتبة متقدمة عالميًا في استخدام المديرين التنفيذيين للذكاء الاصطناعي، مما يعكس تبنيًا واسعًا لهذه التقنية. تتناول هذه الدراسة، التي شملت آلاف العاملين في دول متعددة من بينهم مغاربة، توقعاتهم المهنية، واستخدامهم للذكاء الاصطناعي، واستعدادهم لتطوير مهاراتهم.
أظهرت نتائج الدراسة أن العاملين المغاربة يولون أهمية قصوى للاستقرار المهني والتوازن بين الحياة المهنية والشخصية، بالإضافة إلى الأجر والعلاقات الجيدة مع الزملاء وفرص التطور الوظيفي. اللافت للنظر هو تبني المغاربة الملحوظ للذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يستخدمه أكثر من نصف المشاركين بانتظام. ومع ذلك، يواجه المستخدمون بمختلف مستويات خبرتهم تحديات متنوعة، تتراوح بين صعوبات تقنية وكتابة التعليمات وصولًا إلى الشكوك حول مصداقية المصادر وجودة النتائج.
على الرغم من التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن نسبة قليلة من المغاربة تتوقع فقدان وظائفهم بشكل كامل خلال السنوات القادمة، بينما يرى أغلبهم أن وظائفهم ستشهد تحولًا يتطلب اكتساب مهارات جديدة. في هذا السياق، يبدي غالبية العاملين المغاربة استعدادًا قويًا لإعادة التأهيل وتطوير مهاراتهم لمواكبة هذه التغييرات، خاصة العاملين في مجالات مثل القانون والبحث العلمي والخدمات الاجتماعية.
لتسهيل عملية إعادة التأهيل، حدد المغاربة ثلاثة عوامل رئيسية ضرورية: فهم أفضل للمهارات المطلوبة، وتوفر برامج تدريبية ذات جودة عالية، وتوفير موارد مالية كافية. تشير هذه النتائج إلى وعي متزايد بأهمية تطوير المهارات في ظل التطورات التكنولوجية، وتؤكد على ضرورة توفير الدعم اللازم للعاملين لضمان انتقال سلس وفعال إلى مستقبل سوق الشغل المتغير.