يواجه المغرب، بساحله الممتد على طول 3500 كيلومتر، تحديات كبيرة في الحفاظ على ثروته السمكية، حيث تتضافر عوامل متعددة لتهديد هذه الموارد الحيوية. فمن جهة، تؤدي التغيرات المناخية إلى اضطراب النظم البيئية البحرية، ومن جهة أخرى، يساهم الصيد المكثف في استنزاف المخزونات السمكية.
في هذا السياق، نظم لقاء في الدار البيضاء من طرف “مبادرة الحوت بثمن معقول”، جمع خبراء ومهنيين في القطاع لمناقشة سبل الحفاظ على الثروة السمكية، وأثر البحث العلمي، وضمان سلامة المنتجات، ودور الرقمنة في هذا المجال.
تأثيرات المناخ والصيد على المخزونات السمكية
أكد الخبراء على أن المخزونات السمكية في المغرب تواجه تهديدات متزايدة بسبب التغيرات المناخية والأنشطة البشرية. ويلعب المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري (INRH) دورًا حاسمًا في حماية هذه الموارد من خلال دراسة تأثيرات درجة حرارة المياه وجهود الصيد.
درجة حرارة المياه: عامل رئيسي في اضطراب النظم البيئية البحرية
أوضح مدير المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري أن درجة حرارة المياه تؤثر بشكل مباشر على توزيع ووفرة الأسماك. وقد أظهرت الدراسات انخفاضًا ملحوظًا في مناطق المياه الباردة، مما أدى إلى هجرة بعض الأنواع السمكية إلى مناطق أكثر ملاءمة.
تأثيرات أخرى
بالإضافة إلى درجة حرارة المياه، يؤثر المناخ أيضًا على الإنتاجية الأولية البحرية، أي إنتاج العوالق، التي تشكل قاعدة السلسلة الغذائية للأسماك. وقد لوحظ انخفاض في هذه الإنتاجية على طول الساحل الأطلسي شمال الداخلة، مما ينذر بتداعيات سلبية على المخزونات السمكية.
جهود الحفاظ على الثروة السمكية
في مواجهة هذه التحديات، يبذل المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري جهودًا كبيرة لجمع البيانات وتحليلها، بهدف وضع تدابير تضمن استغلالًا مستدامًا للموارد السمكية. كما يتم استخدام نماذج محاكاة للتنبؤ بدرجات حرارة سطح البحر، مما يساعد على توقع توافر الأسماك وتكييف استراتيجيات الصيد.