أثارت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتي وصف فيها عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس بـ “النكسة الخطيرة”، ردود فعل غاضبة واسعة في المغرب، خاصة من طرف الإسلاميين ورافضي التطبيع مع إسرائيل.
واعتبر لشكر أن حركة حماس اتخذت قرارها بشن الهجوم على إسرائيل بمعزل عن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، محملاً الحركة المسؤولية عن الوضع الحالي في غزة. كما تساءل عن جدوى الاحتجاجات الشعبية الداعمة لفلسطين، مؤكداً على ضرورة إيصال صوت المغاربة إلى الرأي العام الدولي.
تصريحات لشكر أثارت موجة من الانتقادات الحادة، حيث اعتبرها البعض “تنكيلاً بالمقاومة” و “انحيازاً للمعتدي”. ومن أبرز المنتقدين كان مصطفى الرميد، وزير الدولة الأسبق في حقوق الإنسان، الذي وصف لشكر بـ “المتصهين”، مؤكداً على أن “إدانة حماس دون إدانة إسرائيل هو تصهين مدان ملعون”. كما اعتبر الرميد أن “من يخالف حماس، لأي سبب، عليه أن يكون إنسانياً، ومن كان إنسانياً، فهو مع غزة الذبيحة المحاصرة، والمجوعة، وحتماً ضد الصهيونية الهمجية الإبادية الدموية”.
من جهته، وصف البرلماني السابق محمد خيي الخمليشي لشكر بـ “النذل”. أما الصحافي مصطفى الفن، فقد اعتبر أن تصريحات لشكر تمثل “تشوهاً خطيراً في المواقف”.
في المقابل، دافع لشكر عن تصريحاته، معتبراً أن “خطاب القضية الفلسطينية يجب أن يكون عقلانياً، وكفى من مخاطبة النخاع الشوكي بالحماس وباللاءات التي تسقط!”. وأضاف أن “من يملك قضية عادلة، بات اليوم عاجزاً عن التسويق لها وإقناع الآخرين بعدالة قضيته!”.
وأوضح لشكر أن “المعركة الحقيقية” ليست في الشعارات، بل في كيفية دعم الشعب الفلسطيني للوصول إلى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.