قام وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانين، بزيارة رسمية قصيرة إلى المغرب يوم الأحد 9 مارس، استمرت 24 ساعة، للقاء نظيره المغربي عبد اللطيف وهبي. تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وباريس، حيث سبق أن زار المغرب وزيران فرنسيان آخران في الأسابيع الأخيرة. وأشاد دارمانين، في مقابلة مع قناة 2M، بالدور الكبير للمغرب في مكافحة الجريمة والإرهاب، مؤكدًا على أهمية التعاون القضائي والأمني بين البلدين.
وأعرب دارمانين عن إعجابه بفعالية الأجهزة المغربية في مجال الاستخبارات ومكافحة الجريمة العابرة للحدود، قائلًا: “نشكر الأجهزة المغربية على العمل الكبير الذي تقوم به من أجل أمن فرنسا والفرنسيين”. وأشار إلى نجاح التعاون بين البلدين، حيث تم اعتقال اثنين من المتهمين بمساعدة مهرب المخدرات محمد عمورة في فبراير الماضي بمراكش، بناء على طلب فرنسي. كما تم تسليم فيليكس بينغي أحد كبار مهربي المخدرات في فرنسا، الذي اعتقل في المغرب قبل عشرة أشهر.
وتطرق دارمانين إلى أهمية تجميد ومصادرة الأصول الإجرامية، مؤكدًا أن الأجهزة المغربية تقوم بعمل ممتاز في مجال الحجز، لكنه دعا إلى تعزيز التعاون في مجال المصادرة. وأوضح أن فرنسا تسعى لتحسين نسبة المصادرة، حيث تمت مصادرة 300 مليون يورو فقط من أصل 1.4 مليار يورو تم حجزها.
كما أكد الوزير الفرنسي على أهمية التعاون في مكافحة الإرهاب، قائلًا: “العمل الذي يقوم به المغرب في مكافحة التطرف ذو قيمة كبيرة لنا. كلما زاد التواصل بيننا، كلما تجنبنا المآسي”. وأشاد بدور المغرب في تفكيك الخلايا الإرهابية وتبادل المعلومات مع الأجهزة الفرنسية.
إلى جانب القضايا الأمنية، تطرق دارمانين إلى التعاون القضائي المدني بين البلدين، الذي يشمل قضايا مثل الزواج والطلاق والميراث، مؤكدًا أن هذا التعاون يهدف إلى تحسين حياة المواطنين على جانبي البحر المتوسط.
واختتم دارمانين زيارته بالتأكيد على أن العلاقات بين المغرب وفرنسا تدخل مرحلة جديدة، قائلًا: “لدينا الكثير لنبنيه معًا“.