في الوقت الذي يواصل فيه العديد من طلاب كليات الطب والصيدلة الإشارة إلى مشاكل التأخير في تطبيق اتفاقية نوفمبر الماضي، ونقص توسيع ميادين التدريب، وعدم اليقين حول وضع دفعة 2023، العالقة بين النظام القديم والجديد، أو عدم صرف منح التميز “منحتي”، وخاصة في كلية الطب بالدار البيضاء، خرج وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، أخيرًا عن صمته ليعلن عن الإجراءات المتخذة لتهدئة الأزمة.
امتحانات استثنائية ونهاية علامة الصفر
ردًا على سؤال كتابي من الفريق البرلماني للحركة الشعبية (المعارضة) في مجلس النواب، أعلن عز الدين الميداوي عن سلسلة من الإجراءات تهدف إلى تهدئة التوترات في كليات الطب والصيدلة. تلتزم الوزارة، بالتعاون مع الجامعات، بتنفيذ البروتوكول الموقع في 8 نوفمبر 2024 بين ممثلي الطلاب والإدارة، ممثلة في وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة.
وأكد الوزير على أهمية ضمان تطبيق فعال لهذا الاتفاق. ومن بين الإجراءات الفورية، أشار إلى تنظيم دورات استثنائية لامتحانات كل فصل دراسي من السنة الجامعية 2023-2024، لتمكين الطلاب من تعويض التأخير المتراكم.
كما أعلن عن إلغاء علامة الصفر للطلاب الغائبين عن الامتحانات. سيتم الآن حساب نتائجهم على أساس العلامات التي تم الحصول عليها في الدورات الاستثنائية. أما بالنسبة للتسجيلات في السنوات اللاحقة، فقد أوضح الوزير أنه سيتم أخذ نتائج الدورات العادية والاستثنائية في الاعتبار، دون اشتراط التحقق من التدريب، الذي سيتم إعادة جدولته لاحقًا مع حجمه الكامل.
مراجعة القرارات التأديبية
إعلان رئيسي آخر: مراجعة القرارات التأديبية المتخذة ضد الطلاب المعنيين. منذ 5 نوفمبر 2024، بدأت الجامعات والكليات الإجراءات اللازمة لإلغاء هذه العقوبات أو مراجعتها. كما أراد الوزير أن يطمئن بشأن وضع الطلاب المحرومين من تسجيلهم في الأحياء الجامعية أو حقوقهم الأكاديمية بسبب عدم وجود شهادات التسجيل. يجري وضع حلول لمعالجتها.
إعادة إطلاق الحوار الفوري؟
علاوة على ذلك، قال الميداوي، إنه يدرك ضرورة التواصل الأكثر سلاسة، وأكد أنه تم حشد جميع الجهات الفاعلة – الأساتذة والأطرالإدارية والتقنية – للتفاعل بشكل مستمر مع الطلاب ومرافقتهم في الانتقال إلى التنظيم التربوي الجديد للدراسات الطبية. وفي هذا السياق، عقدت اجتماعات موسعة للجان التربوية داخل الكليات، بمشاركة واسعة من الطلاب، للاستجابة لمخاوفهم ودمج مقترحاتهم في تنفيذ الإجراءات الجديدة.
برنامج لتعزيز التكوين الطبي
أخيرًا، ذكر الوزير أنه في إطار جهود الحكومة لتعميم التغطية الصحية وتعزيز الطواقم الطبية، تم إطلاق برنامج واسع النطاق لتطوير التكوين الطبي وتحسين إعداد الأطر الصحية المستقبلية. ويتضمن هذا البرنامج بشكل خاص زيادة القدرات الاستيعابية لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، بالإضافة إلى إنشاء ثلاث كليات جديدة في الراشيدية وبني ملال وكلميم.
لا تزال هناك مناطق ظل
إذا كانت هذه الإعلانات تمثل خطوة نحو التهدئة، فإن العديد من التساؤلات لا تزال قائمة. يبقى توسيع ميادين التدريب، وهو حجر الزاوية في التكوين الطبي، معلقًا. وبالمثل، فإن وضع دفعة 2023، التي لا تزال غير واضحة بشأن انتمائها إلى النظام القديم أو الجديد، لم يتم توضيحه. أما بالنسبة لمنح “منحتي”، فإن صرفها المتأخر لا يزال يغذي إحباط الطلاب، وخاصة في الدار البيضاء. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الإجراءات ستكون كافية لتهدئة غضب الطلاب وتبديد الشكوك التي لا تزال تثقل كاهل مستقبل تكوينهم.