أطلقت الحكومة المغربية مبادرة “مدارس الريادة” بهدف إحداث تحول جذري في التعليم العمومي، وذلك من خلال شراكة استراتيجية بين وزارة التربية الوطنية والمرصد الوطني للتنمية البشرية. تهدف هذه المبادرة الطموحة، التي تشمل أكثر من 2700 مؤسسة تعليمية وتندرج ضمن خارطة الطريق 2022-2026، إلى منح علامة جودة للمؤسسات التي تستوفي معايير محددة في مجالات التدريس والتعلم والإدارة والبيئة المدرسية، سعياً للارتقاء بمستوى إتقان التعلمات ومكافحة الهدر المدرسي وتغيب الأساتذة.
ترتكز عملية منح علامة “مدارس الريادة” على تقييم دقيق لأداء المؤسسات التعليمية المستهدفة، حيث سيتولى المرصد الوطني للتنمية البشرية جمع وتحليل البيانات من المدارس الابتدائية والإعدادية المعنية، بهدف إعداد وثائق أداء سيتم فحصها من قبل لجنة مختصة تابعة للوزارة. وتستند هذه المبادرة إلى أساس قانوني متين يتمثل في المرسوم المتعلق بعلامة “مدارس الريادة”، الذي يحدد المحاور الأساسية للبرنامج ويقرر منح مكافآت مالية للأطر التعليمية والإدارية العاملة في المؤسسات الحاصلة على العلامة، وذلك في سياق تفعيل الاتفاق المتعلق بالنظام الأساسي الموحد لموظفي التربية الوطنية.
تتبنى مبادرة “مدارس الريادة” رؤية شاملة للتطوير ترتكز على ثلاثة محاور أساسية هي التلميذ والمدرس والمؤسسة التعليمية، وتسعى إلى تحقيق أهداف ملموسة مثل خفض معدلات الانقطاع والتغيب، وتعزيز انفتاح المتعلمين، وتحسين مستوى التحصيل الدراسي. وتنسجم هذه المبادرة مع الاستراتيجية الوطنية لإصلاح التعليم 2015-2030 والمقتضيات الدستورية والقانون الإطار المتعلق بالتعليم، مما يعكس التزام الحكومة بتطوير قطاع التعليم والارتقاء بجودته.
تعتبر الشراكة بين وزارة التربية الوطنية والمرصد الوطني للتنمية البشرية عنصراً حاسماً في نجاح برنامج “مدارس الريادة”، حيث سيوفر المرصد خبرته في مجال جمع وتحليل البيانات لدعم الوزارة في جميع مراحل عملية منح العلامة. وسيساهم العمل الدقيق الذي سيقوم به المرصد في توفير معلومات موضوعية ودقيقة للجنة المختصة، مما سيمكنها من منح علامة الجودة للمؤسسات التي تستحقها بناءً على معايير واضحة ومحددة، بما يضمن تحقيق أهداف المبادرة الرامية إلى تطوير المدرسة العمومية وتحسين جودة التعليم في المغرب.