في مواجهة خطر الجراد الصحراوي الذي يهدد المناطق الجنوبية الشرقية للمغرب، اتخذت السلطات المغربية إجراءات استباقية لمواجهة هذا التهديد. وتأتي هذه التحركات في سياق ظاهرة دورية تتفاقم بفعل التغيرات المناخية.
وقد أعلنت وزارة الداخلية عن تفعيل خطة للمراقبة والتدخل لاحتواء أي انتشار محتمل للجراد، وذلك من خلال إعادة تفعيل مراكز القيادة في الأقاليم المعنية، وتعبئة فرق متخصصة في الرصد والمكافحة. كما تم تجهيز الوحدات بمعدات متطورة، وتفعيل الوسائل اللوجستية، بما في ذلك الوسائل الجوية، ووضعت مخزونات المبيدات في حالة تأهب.
وقد أفاد مزارعون من إقليم طاطا بتضرر المحاصيل والمنازل، وطالبوا بتدخل عاجل من الدولة. كما حذر مزارعون من جهة سوس ماسة من خطر فقدان الإنتاج الربيعي إذا لم يتم التدخل السريع. ودعت التعاونيات الزراعية إلى حماية القطعان وخلايا النحل قبل عمليات الرش.
وقد حذرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) منذ يناير من وجود جراد صحراوي في عدة مناطق جنوب المغرب، وأشارت إلى خطر التكاثر المحلي للجراد، وضرورة اتخاذ إجراءات وقائية. ونصحت المنظمة بتعزيز المراقبة وعمليات المكافحة الوقائية في المناطق الحساسة.
ويعتبر الجراد الصحراوي تهديدًا تاريخيًا للمغرب، حيث شهدت البلاد عدة غزوات في الماضي. وتعد المناطق الجنوبية الشرقية الأكثر عرضة لهذا الخطر. وتتفاقم المخاطر بفعل التغيرات المناخية، مما يستدعي اتخاذ إجراءات دائمة.